اختار الاتحاد الدولي لداء السكري في يومه العالمي الذي يصادف الـ 14 من تشرين الثاني التوجه بحملته هذا العام للعائلة وسط أرقامه التي تظهر أن كلفة علاج السكري قد تستهلك وحدها نصف متوسط الدخل المتاح للأسرة.
وفي هذه المناسبة يطلق الاتحاد حملة توعية بالمرض ويحث الحكومات والمجتمعات على إيصال خدمات التشخيص والعلاج لجميع المتعايشين معه وسط إحصائيات تظهر وجود 425 مليون مصاب به حول العالم وواحد من شخصين متعايشين معه إصابته غير مشخصة.
وفي سورية توفر وزارة الصحة عبر مراكزها بمختلف المحافظات خدمات العلاج والمتابعة المجانية لنحو 140 ألف مريض سكري حسب مدير الأمراض السارية والمزمنة الدكتورة هزار فرعون.
اختصاصية أمراض السكري والغدد ومدير مركز الأطفال السكريين بدمشق الدكتورة منى الدكر رأت أنه من الضروري التركيز على استراتيجيات الوقاية من الداء والتشخيص المبكر له لتجنيب المرضى مضاعفات واختلاطات كثيرة مكلفة صحيا ونفسيا وماديا للمريض وأسرته والمجتمع.
ولفتت طبيبة الغدد إلى أن التغييرات التي يحدثها السكري تبدأ في الجسم قبل 5 إلى 10 سنوات من تشخيص المرض ما يعني إمكانية الكشف المبكر لتجنب اختلاطاته المتمثلة بأمراض القلب والأوعية الدموية والكلى واعتلالات الشبكية والسرطانات.
وأشارت الدكر إلى أن كشف حالات ما قبل السكري يكون بإجراء التحاليل والفحوصات لمرضى البدانة والضغط والشحوم الثلاثية والذين لديهم قصة عائلية مع السكري وممن يعانون أمراضا قلبية وعائية أو النساء المصابات بالمبيض متعدد الكيسات أو لديهن قصة داء سكري حملي سابقة أو الأشخاص الخمولين.
وأوصت رئيسة مركز الأطفال السكريين بإجراء تحليل السكر للأشخاص بعد سن الخامسة والأربعين واعادته بعد ثلاث سنوات والحفاظ على وزن مناسب وتناول طعام صحي وزيادة النشاط البدني وإيقاف التدخين.
وتشارك الجمعية السورية لداء السكري في حملة التوعية العالمية عبر تكثيف محاضراتها وندواتها العلمية والتوجه لفئات مجتمعية متنوعة كالأطباء والنساء وطلاب الجامعات حسب رئيستها الدكتورة هناء الغانم التي تبين لـ سانا / الصحية أن حملة الجمعية تحمل أيضا شعار (السكري والعائلة) لافتة إلى ضرورة التركيز على موضوع النشاط البدني وزرع ثقافته بدءا من مرحلة الطفولة.
وبالعودة للحملة العالمية فيتوجه الاتحاد للعائلة برسالتين الاولى أن اعتمادها نمط حياة وغذاء صحيا وممارسة الرياضة سوية يزيد فرص وقاية أفرادها من النمط الثاني للسكري أما الثانية فتدعو الى تثقيف الأسرة بمؤشرات ومخاطر وعلاج المرض في حال كان أحد أفرادها مصابا.