الأحد 2022-05-08 15:22:40 ثقافة ومنوعات
بين الحياة الاجتماعية والطبيعة انسجام من نوع آخر ؟
عمار محمد - سيريانديز
بين الحياة الاجتماعية والطبيعة انسجام من نوع آخر 
تحملنا في طياتها لمكانٍ لا نرى فيه سوى الجمال والراحة النفسية ولكن الغريب إذا انتقلنا منها إلى الحياة البرية مع الحيوانات المفترسة التي لا تلبث أن ترى كائنًا يسير على الأرض إلا وافترسته
فليس من السهل الاقتراب منها ولا مواجهتها ولا التعامل معها بل وبالنادر نرى نوعًا من الانسجام بين حيوان مفترس وبين إنسان
لكن من منظار آخر هناك أشخاص مهتمون في هذا النوع من الحيوانات المفترسة والبرية وهن قلة ونوع اهتمام نادر تقريبًا
وفي موضوعنا اليوم سنتحدث عن شخصية من بلدي أبدعت في ترويض هذه الحيوانات البرية وحتى الأليفة منها
 
الكوتش محمد يوسف ابن الجولان المحتل من مواليد عام ١٩٨٢ مدرب دولي في ترويض الأسود والضباع والكلاب الشرسة وغيرهم من الحيوانات يتحدث إلى سيريانديز عن هذه المهنة فيقول
موضوع تربية الحيوانات والتعامل معها ممكن ان تعتبره شيء بالفطرة، فأنا منذ صغري تربيت في مزرعة للعائلة وكان لديهم العديد من الحيوانات ومنها الكلاب لذلك هناك انسجام قوي معهم   
 
وفي ظل الظروف التي مرت بها البلاد اضطررت لبناء غرفة صغيرة على سطح منزلي بطريقة منظمة لوضع كل حيوان في مكان خاص له بعد أن شهدت المنطقة أحداث موجعة متوالية حصلت على أرضنا الحبيبة
 
مضيفا: لكن أكثرنا يعلم أن تربية الحيوان في المنزل له تكاليف مادية عالية من حيث الطعام والأدوية وماشابه فهم بحاجة للغذاء والدواء والعلاج للحفاظ على نشاطهم وبنيتهم، لكوني لا أراهم فقط حيوانات برية مفترسة إنما انسجمت معهم في كل الظروف حتى باتت هذه المهنة تشكل صورة ذهنية في خاطري تدعوني لتطويرها وتوسيعها وجعلها محببة لدى الناس فأنا اتمنى كثيرا واطمح لتطوير هذه المهنة ولكن تطويرها يتطلب تكلفة مادية كبيرة للحصول على مزرعة خاصة لتربية هذه الحيوانات ليكون مكان افضل لهم .
 
أما عن علاقتي مع الحيوانات فهي علاقة ودية لدرجة الدخول في شخصية الحيوان والفهم عليه حتى من نظراته بغض النظر عن نوعه بعيدا عن طريقة الترهيب والتخويف التي تجعل من الحيوان مفترس ومرعب.
 
وقال: كما نلاحظ أبعاد لهذه المهنة خصوصًا المثير للتخوف والقصص المرعبة أثناء التدريب فلا يكاد يخلو الأمر من بعض هذه المواقف التي تثير استفزاز الحيوان المفترس قبل النجاح في ضبطه والسيطرة عليه ويعود الأمر لتدارك هذا الموقف بكيفية التعامل مع نفسيته وإرجاع الطمأنينة له .
لكن في مقابل هذه الحالة يوجد الطرافة أيضًا فالقصص الطريفة كثيرة والحيوانات ممتعة والتعمق بهم يجعلك تتعرض للكثير من مواقفهم الطريفة لدرجة تصرفهم كالاطفال الصغار بغض النظر عن كبر حجمهم وهم يحاولون اللعب معك أو وضع أنيابهم الحادة على جسدك بصفة المداعبة بينما أنت كشخص في هذه اللحظة لاتستطيع إلا أن تتخيل نفسك وجبة دسمة له وهنا حاول أن تقارن نظرة الحيوان ورغبته في اللهو معك ونظرتك كإنسان كيف تصورت هذه اللحظة وبما شعرت.
 
وهنا يسأل سائل كيف وصلت هذه الحيوانات المفترسة إلى هنا ؟ ومن أتى بها ؟ 
 
يقول الكوتش محمد أن طريقة وصول الحيوان إلى هذا المكان  عن طريق صاحبه فأنا مدرب لذلك علاقتي وتعاملي فقط مع صاحب الحيوان. وأغلبهم لهم جواز سفر وكرت دخول وإذن مرخص بشكل نظامي لاقتنائهم.
 
وتابع:نحن نفتقد في سورية لنقابة أو مكتب أو أية جهة مسؤولة عن تسليط الضوء على هذه المهنة بحيث يجب أن يكون لدينا نقابة نلجأ إليها ونتعاون معها للحصول على المساعدة في احتواء هذا النوع من الحيوانات وترويضه بشكل خاص وعناية فائقة والإشراف على سلوكه وتنظيمه ضمن سجل قانوني باسم ورقم وتحديد جهة ناظمة لهذا الترويض
في النهاية هؤولاء الحيوانات لهم مشاعر يحسون بنا كما نحس بهم ويحبون الاهتمام والرعاية ويحتاجون للعلاج والإشراف وهم خير صحبة في الحياة البرية وخصوصًا عندما تتواجد الألفة بين البشر وبينهم.
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024