الأربعاء 2020-03-25 09:48:56 رئيس التحرير
حضارة القوة أم قوة الحضارة ؟
حضارة القوة أم قوة الحضارة ؟

كتب أيمن قحف

عدت أمس لحضور فيلم 2012 الذي يدور حول تحقق نبوءة حضارة المايا بانتهاء البشرية في 21-12-2012 وغرق الأرض نتيجة ارتفاع حرارة جوفها.. الجدل يقوم جول (سفن نوح) التي ستنقذ البشر والكائنات الحية ومن سيصعد إليها :قادة ومسؤولو الدول الثماني الكبرى ومن يملك المال بمعدل مليار يورو للمقعد!! المهم في القصة عندي عبارة قالها أكبر مسؤول أمريكي بعد رفض الرئيس النجاة وحده 11 ، إذ قال بعدما رأى السفن العملاقة : حقاً كما يقولون (دع الأمر للصينيين )!! والأهم أن فتح البوابات لمن كان في الخارج الذي رفضه الأمريكي كان أول الأمر بموافقة الصين وروسيا واليابان...أي الشرق الأخلاقي..

هذه هي القصة التي نراها اليوم ، سقوط الحضارة الانسانية وعلى رأسها الغربية لغياب الأخلاق ، ومن سينجو وتنجو معه البشرية هم أصحاب المبادئ الأخلاقية والانسانية ومساعدة الآخرين ،ستسقط منظومة القيم المنافقة الغربية والرأسمالية المتوحشة، وسيعود الناس للأخلاق لأن نجاة البشرية بالأخلاق.. هنا أذكر عبارة قديمة أرددها : أيهما أهم حضارة القوة أم قوة الحضارة؟!!

يبدو أن قوة الحضارة تنتصر لأن عواملها راسخة ومستندة للأخلاق.. رئيس صربيا أطلقها صرخة بوجه أوروبا وشكر الصين ورئيسها ، وايطاليا تنقذها الصين وروسيا وكوبا.. جاك أتالي يتنبأ بسلطة جديدة بعد كورونا تضمن من آمنوا بمساعدة الآخرين..

السؤال الأخير : أين العرب والمسلمين من كل هذا ؟ للأسف ، نحن خارج الزمان ، خارج التاريخ والأخلاق ، حكمنا النفاق والخرافات والايديولوجيا الفارغة، كان العمود الفقري لحياتنا هو التاريخ الغامض وخلافات عميقة حول أشياء لا نعرف حقيقتها متجاهلين أن الحاضر هو الحقيقة ، و والقواعد المتخلفة حول المحرمات وخاصة الجنس جعلت حياتنا تتمحور حول تجاوز المحرمات وليس الانتاج والتفوق ، وبالتأكيد ليس الأخلاق، فنحن منافقون بطبعنا ، ندعي الدين والوطنية والأخلاق وفينا كل فساد وتوحش العالم !!

بكل حال : بعض الخير وبقايا الحضارة المتوارثة في الجينات من عصور ما قبل الديانات والطوائف جعلت بعضنا قابلين للاصلاح والحياة العصرية الأخلاقية.. هذا عصر كورونا..عصر الصراحة في الوقت بدل الضائع ..

أيمن قحف25-3-2020

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024