الأحد 2019-12-15 16:39:32 **المرصد**
رسالة إلى جدتي.. مضارب يربح 3 مليون في اليوم.. وتاجر 16 مليون قبل النوم !!
كتب: مجد عبيسي
لا تذهب إلا على "الآدمي".. هكذا كانت تقول جدتي الحكيمة حينما كنت صغيرا، ولكن لم أع يومها لماذا ستذهب على الآدمي؟! وهل "الآدمية" خطيئة سيعاقب عليها المجتمع؟! كنت اعتقد أن جدتي بدأت تعاني خطرفات الشيخوخة.. ولكن حين كبرت ووصلت إلى زماننا هذا، عرفت فيه معنى حكمة الكبار، فجدتي لم تكن تعني المجتمع الطبيعي، بل كانت تقصد عصور الفساد!..
الله الله يا جدتي، تعالي لتنظري كيف يأكل اليوم عديم الأخلاق.. الآدمي، دون خوف من ربه او حتى الخوف من ضوابط الحكومة !.. وكأن الظروف تتكاتف لدعمه !.. هل تعتقدين أني أخطرف؟.. انتظري قليلا...
في كل شتاء يوسع جارنا /تاجر البطاريات/ عمله ونشاطه وممتلكاته، وكأنه سيبني بعد سنوات امبراطوريته الخاصة !! فقطع التيار صار موسمه، وتلاعب المضاربين بسعر الصرف خدمه الخدمة الجليلة، فالبطارية 55 آمبير كانت عنده ب 22 ألف منذ أسبوع، تعالي وانظريها كيف قفزت فجأة إلى 38 ألف ليرة!!
علماً أنه يملك مستودعاً معبأ بالبطاريات منذ الصيف الماضي، وفيه أكثر من 1000 بطارية، أي بحسبة بسيطة فقد ربح 16 مليون ليرة سورية وهو قاعد على... !! وكأنها مكافأة على ملئه مستودعاته!!
أعلم أنك تفكرين بأنه اشترى بضاعته بسعر مرتفع، هذا ما أخبرنا به، ولكن نحن نعلم أين يضع لصاقات التواريخ.. وفي أي ركن في دروج مكتبه!، لدرجة أنها في مرة وضع لصاقة على بطارية بتاريخ لم يصنعها به المعمل بعد!
لا تضحكي جدتي.. فما سأخبرك به سيجعل شعيراتك المتبقية تتساقط..
صحيح أن جارنا هذا استغل تلاعب المضاربين في العملة.. وربح في صفقة واحدة -فوق ربحه- 16 مليون ليرة.. ولكن جارنا الآخر المضارب، حقق ربحا 3 ملايين ليرة سورية في يوم واحد.. !!
والله يا جدتي لا أدري.. وكأن مواقع اسعار الصرف تعمل من أجله !!.. رغم علمي أن معظمها مزور.. ولكن الحقيقة أن الكذب يحولونه لحقيقة ووهم، فيهرع إليهم المدخرون بالدولار ويشترون، وهم لا يعلمون أنهم يضخمون ثروات المضاربين، وسيأتي يوم -إن لم يتخلصوا فيه من مدخراتهم هذه- سيدفعون الخمير والفطير.. أي سيدفع المظخرون كل مرابح المضاربين.. خسائر من رؤوس اموالهم!!
عدا عن ذلك، الحمد لله.. كل الظروف معنا، نأكل كفاف يومنا، ونعيش معظم وقتنا كما كنت تعيشين.. على الشمعة.

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024