الجمعة 2019-04-05 17:30:04 بورتريه
معاون وزير التربية: الشهادة العلمية السورية من أقوى الشهادات في المنطقة ولها تقييمها العالي عالمياً
القيم التربوية في مناهجنا الحديثة تضاهي المناهج العالمية

مجد عبيسي
تسير وزارة التربية منذ عام 2013 بخطة تطوير المنهج التربوي ليقتصر دور المعلم على 50% من العملية التعليمية، وتحويل الطالب من متلقي سلبي إلى متلقي فاعل، علماً أن هذه الخطوة سجل عليها البعض ملاحظات، رغم الإشادة الكبيرة بها كونها خطة استراتيجية مهمة.
وللوقوف على تطوير المناهج والهدف الأساس الذي تسعى إليه التربية من كل هذه العملية كان لـ "بورصات وأسواق" حواراً غنياً مع معاون وزير التربية الدكتور عبد الحكيم حماد الذي استهل حديثه بالأسس التي انطلقت منها عملية تطوير المناهج الوطنية والتربوية وما يتعلق بعلم النفس التربوي، وأسس اجتماعية وأسس تقنية.
وأشار إلى أن المنهاج السوري الحديث بات يواكب أحدث المناهج العالمية، فهو حسب قوله "يماشي التطور في الجانب التقني ونظريات التعلم وعلم النفس التربوي، ويناقش كيف يمكن أن يتلقى المتعلم المعلومة، مع مراعاة نظرية الذكاء المتعددة والتي تهدف إلى التنوع في أساليب التعليم حتى تبسط المعلومة وتفهم من قبل جميع الطلاب".
وأضاف معاون الوزير: ركزت المناهج أيضاً على نشاط المتعلم، وأعطت الأولوية ليكون هو الفاعل في عملية اكتساب المعلومات.
مقارنة أسباب التطوير
وبيّن د.حمّاد أن نظريات الماضي التربوية كانت تقوم على بناء التفكير وفق مدخل المادة العلمية، إلا أن النظريات التربوية الحديثة نادت بضرورة اكتساب المتعلم لأساسيات المعرفة، ومن ثم يتم تزويد المتعلم بمهارات تمكنه من البحث عن معلومات إضافية خارج حدود الكتاب المدرسي، ولكنه أخذ من الكتاب المدرسي ما يحتاج إليه من أساسيات معرفة، ومن ثم الحصول على المعرفة التي تدعم هذه الأساسيات من مصادر متعددة مثل أنشطة مجلة الحائط والدوريات والمكتبات المدرسية، وحين لم تكن مصادر المعرفة متوافرة في الماضي للطلاب، كانت توضع المادة كاملة بتفاصيلها كالمناهج القديمة.
ولفت إلى أن المدرسة باتت تتفرغ للبحث عن مهارات كيفية انتقاء المعلومات، وبنائها ضمن أنساق معرفية عند المتعلم، بمعنى أن المناهج المطورة أصبحت تركز على نشاط المتعلم بالبحث عن المعلومة مع تزويده بالأساسيات التي تساعده في البحث عن المعلومة.
مواكبة المناهج المتطورة
ورداً على سؤال بخصوص اكتمال خطة تطوير المناهج، والنظريات الحديثة، أوضح أن المنظومة التربوية في سورية تتوجه ضمن السياسة العامة للدولة، وعلى الاستفادة من التجارب المتميزة دولياً، مع المراعاة عند تطبيقها أن لا تؤخذ بكل ما تحمله من اختلافات عن قيمنا وبيئتنا الاجتماعية.
وأوضح د.حمّاد أن منهجية التطوير والتحديث تم اعتمادها بشكل مستقل في المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية الذي أحدث عام 2013 لمهمة بناء المناهج وأدلة تدريسها، وبناء الحقائب التدريبية لتطوير أداء المعلمين، وأسس عملية التطوير، وما زال يتابع بها عبر نخبة من أهل الاختصاص والخبرة المدربين في المجالات التعليمية المختلفة، وبما يواكب مناهج دول العالم المتطور، ويشكل مدخلاً ذا قيمة للتعليم العالي والدراسات الأعلى فيما بعد.
وأشار ألى أن المناهج الدراسية كانت سابقاً في عام 2007 على سبيل المثال تعطى النظرية كفرض وطلب وبرهان، ثم تعطى التطبيقات، أما وفق المنهج الحديث فأصبحت تذهب إلى التطبيقات لتستنتج النظرية.
وأكد حماد أنه في عام 2019 – 2020 سيتم إدراج المناهج المطورة للمرحلة الثالثة للصف الثالث الابتدائي والسادس والتاسع والثالث الثانوي، وبالتالي ستكون سلسلة تطوير المناهج قد اكتملت على النحو المخطط، من خلال معايير ذات حركة
تطويرية إصلاحية في التعليم، حيث كان متبعاً سابقاً نظرية سلوكية تركز على سلوك المتعلم على أساس أن المنتج التربوي هو سلوك وممارسة، لكن فيما بعد تم التركيز على النظرية البنائية المعرفية، التي تأخذ جملة العمليات الذهنية لدى المتعلم التي ينتج عنها سلوك. وتم تطبيق هذه النظرية في تطوير المناهج، فيما النظرية السلوكية كانت تركز على السلوك الظاهر، وحدوث تعلم أو عدم حدوثه لم يكن يعني الكثير، بمعنى أن النظيرة السابقة كانت تهتم بالنتائج أكثر من العمليات.
شهاداتنا قوية عالمياً
وحول الامتحانات وهمومها وشجونها بيّن حماد أن الوزارة تولي هذا الجانب اهتماماً بالغاً لأنها تدرك أن تطبيق الامتحانات هو مرآة عمل الوزارة، موضحاً أن عمليات قيادة الامتحانات استمرت خلال سنوات الحرب وعلى أكمل وجه، ولم تتأثر بغياب أي أحد من الكوادر لأنه دائماً لدى الوزارة بدائل خبيرة ومؤهلة، والتربية كانت تعمل بموجب البيان الحكومي القاضي باستمرارية العملية التربوية وتأمين متطلبات تطويرها، وهذا ما أذهل الآخرين في الخارج لأننا صمدنا في أقسى سنوات الحرب، وتابعنا إجراء الامتحانات وتطوير مناهجها التعليمية!
وأكد معاون الوزير أن الشهادة العلمية السورية من أقوى الشهادات في دولة المنطقة، ولها تقييمها العالي عالمياً، مؤكداً أن التقييم الحقيقي لمستوى التعليم في سورية نحن من نحدده وليس أي دولة في العالم، والتعليم السوري لم يتم تقييمه خلال السنوات السابقة من قبل أي جهة خارجية، بل نحن من قيمناه بناء على عدة مقاييس منها المراكز التي نالتها سورية في المسابقة العالمية للأولمبياد العلمي في مجالات الفيزياء والكيمياء والرياضيات والمعلوماتية وعلم الأحياء، فسورية حصدت جوائز وميداليات – رغم حداثتها في المشاركة- سبقت بها الكثير من الدول العربية والأوروبية التي لها باع طويل في هذه المسابقات
ويمكننا لمس قوة الشهادة السورية بشكل عملي عبر أبنائنا الذي سافروا إلى الخارج كيف أنهم لهم الأولوية في العمل استناداً إلى قوة الشهادة السورية الحاصلين عليها.
تنمية الملكات البحثية للطالب
وأضاف أن وزارة التربية تقوم بالدراسات والأبحاث العلمية لتطوير العملية التربوية للبناء عليها، عبر مديرية البحوث ومركز تطوير المناهج ومركز القياس والتقويم ومديرية التوجيه، أما فيما يتعلق بمنهجية البحث العلمي، فنحن نهيئ للجامعات ومراكز البحث العلمي نواة باحثين لديهم منطق تفكير بحثي منظم، ويمكن القول أننا ذهبنا في هذا الاتجاه مع مناهجنا المطورة نهاية عام 2009 منذ الصف الرابع الابتدائي بكيف يبدأ الطالب بتقديم ورقة بحثية مبسطة، وكيف يكمن أن يقدمها أمام زملائه.
والهدف منها أن تنمو الملكات العقلية للطالب حول التعامل مع أي مشكلة وكيفية إيجاد حلول لها حتى تكتمل في الصف الأول الثانوي، والمنهجية مطروحة فردياً وجماعياً، حيث يتم تشكيل مجموعات عمل لتنفيذ بحث ما تحت إشراف المدرس، ومنها ما يتم داخل الغرفة الصفية، والهدف هو كيفية التعاون الجماعي لبناء بحث والخلوص إلى نتائج منطقية.
ويمكن أن نقول أن آلية البحث العلمي الجماعي في المرحلة التعليمية ما قبل الجامعي يمكن أن تؤهلهم مستقبلاً بالقيام بأبحاث جامعية مهمة أسوة بالدول المتقدمة.
مادة المشروع ليست للأب والأم!
وحول الفهم الخاطئ للبعض بخصوص مادة النشاط البحثي، أوضح حمّاد أن مادة النشاط البحثي تدرج على شكل مشروع، يقوم المدرس بتوزيع المهام على مجموعات عمل يحددها من الطلاب في غرفة الصف، ويطلب منهم العودة إلى المراجع وينتقي لهم المعلومات من خلال تحسس المشكلة للقضية البسيطة المطروحة أمامهم، ليصلوا إلى حلول مقترحة من خلال عمل المجموعات، لا كما فهم المشروع بأن يقوم الأب أو الأم بتنفيذ المشروع في المنزل، بل يطبق في المدرسة بحصص درسية تغني الحصة المتعلقة بالموضوع.
المنهجية الأخلاقية
وفي ختام الحوار أكد معاون وزير التربية أن المناهج الدراسية تعد الخطوة الأهم في تأسيس العملية التربوية الأخلاقية، لذلك تعتمد المناهج السورية منظومة قيم وأخلاق، وقد يقارنها البعض بأكثر مناهج عالمية تعتمد المنظومات الأخلاقية "المناهج اليابانية" وهنا لا بدّ من التأكيد أن منظومة المبادئ في المناهج السورية أغنى من غيرها ومستواها راقي ومتكاملة لتنشئة أجيال سوية تبني سورية الحديثة.

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024