الإثنين 2016-10-16 17:06:39 **المرصد**
صحفي بارز يسخر في /البعث/من سياسات الحكومات لحل أزمة الحمضيات

دمشق- سيريانديز

استأثر موضوع تسويق الحمضيات باهتمام مجلس الشعب في الجلسة التي عقدها يوم 15/10/1990 وكان السؤال الذي وجهه المجلس لوزير الزراعة واضحاً : ماذا أعدت الحكومة لتسويق الحمضيات الفائضة عن السوق المحلية ؟ وجاء رد الوزير أكثر وضوحاً : موضوع الحمضيات ملحّ ، ونحن لم ننس هذا الموضوع ، ونحن نفتش عن الحلول ، ولكن لا أستطيع القول أننا وجدنا الحل ! كانت المشكلة آنذاك ـ أي قبل 26 عاما ـ تتعلق بتصريف 350 ألف طن ومع ذلك فإن الجهات المعنية اعترفت بتقصيرها أمام مجلس الشعب : لم نجد حلا لتصريف الحمضيات !

اليوم تؤكد وزارة الزراعة أن المحصول يتجاوز المليون طن .. وتؤكد أيضا ان الصعوبة ازدادت بإيجاد الحل الفعال لهذه الأزمة المستعصية ! ماذا نستنتج من هكذا اعتراف صريح وشفاف؟ نستنتج بسهولة انه منذ أكثر من ربع قرن وأزمة الحمضيات تطرق أبواب الجهات المعنية .. هذه الجهات التي عجزت عن إيجاد الحل حتى الآن .. بل أن المؤشرات تؤكد أكثر فأكثر أنها لن تعثر على الحل لافي الأمد المنظور ولا في الأمد البعيد جدا جدا !! منذ أكثر من ربع قرن والحديث يدور عن تسهيل عمليات تصدير الحمضيات والسعي لدى البلدان التي تربطنا بها اتفاقات تجارية لتصدير الحمضيات إلى أسواقها بالمقايضة ..

ولكن هل كانت هذه المساعي جادة .. أم "كلام بكلام"؟ المسألة لاتحتاج إلى كيمياء سحرية وإنما في الإجابة على سؤالين : الأول : ماخطط الجهات المعنية العامة والخاصة لتصدير الحمضيات؟ الثاني : هل وفرت الجهات المعنية المستلزمات الكافية لتصديرها ؟ آخر المستجدات في هذا الموضوع اجتماع للجهات المعنية خصص لدراسة المقترحات الخاصة المتعلقة بالآليات والإعفاءات والإجراءات المطلوب اتخاذها لتسويق وتصدير (حمضيات 2016ـ2017) .. أي أن الجهات المعنية لاتزال بعد 26 عالما تفتش عن الحل !!! اما معمل العصائر وهو ليس حلا جذريا فلا تزال الجهات المعنية تتقاذفه ككرة لا احد يريد أن تستقر بين يديه فيقذفه باتجاه الجهة الأخرى !!

ما يدعو إلى الإسغراب أن تدعو وزارة التجارة الداخلية التجار إلى إيجاد الآليات والوسائل التي تضمن استجرار الفائض من الحمضيات من الإخوة المزارعين وتصديره للخارج ؟؟ مانعرفه أن التجار ليسوا بحاجة إلى دعوة من أحد لاستجرار كامل موسم الحمضيات فهم يشترونها من المزارعين قبل نضجها بأشهر بأسعار بخسة مستغلين حاجتهم للسيولة .. أما تصديرها إلى الخارج فهذا آخر اهتمامات التجار لأن تسويقها بالداخل أسهل وأربح !!

 

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024