الأحد 2012-10-21 20:09:35 علاقات دولية
ماذا بقي من "النور" في عاصمته باريس.. و ماذا سيبقى من "رقي"اليونسكو؟!!!.. وقائع اجتماعات المجلس التنفيذي... شكور تكشف الحقائق
دعوة سورية لإجماع عالمي حول:" مكانة الأخلاقيات في الحفاظ على التراث العالمي"

باريس – أيمن قحف
لا أدري لماذا فقدت باريس بريقها فلم تعد أبداً"عاصمة للنور"، كما رأيت فيها ما يثير القرف عند الحديث عن "الحريات وحقوق الإنسان"؟!!! ولا أدري إلى أي حد سأثق بمنظمة اليونسكو كأرقى هيئة أوجدتها البشرية للحفاظ على الثقافة والتراث والتربية والتعليم وحماية حرية التعبير؟!
توجد اليوم في باريس حرية،ولكن في أن تركض مع القطيع فلا يسمح لك بقول رأيك أو حتى طرح الأسئلة؟!
يوجد في اليونسكو دبلوماسية راقية،ولكن بشرط أن لا تزعج "مموليها"والمسيطرين على القرار فيها،وقد جربت اليونسكو مراراً أن تكون منصفة فعوقبت بقطع الدعم الأمريكي عنها!!!
لم أزر باريس منذ عامين ونصف،أي قبل اندلاع الأزمة في سورية،وكانت بالنسبة لي عاصمة النور ومهد الحرية في العصر الحديث..
في باريس حضرت جانباً من أعمال الدورة الـ/190/ للمجلس التنفيذي لليونسكو المنعقدة في مقر المنظمة في باريس،وبشكل خاص اليوم الذي زار فيه الأمين العام للأمم المتحدة اليونسكو حيث ألقى كلمة ،وفي اليوم نفسه كانت كلمة الجمهورية العربية السورية التي ألقتها السفيرة لمياء شكور نيابة عن وزير التربية الدكتور هزوان الوز..
من المؤسف أن تشعر نفسك-لمجرد أنك سوري- في مركز لاستخبارات الناتو أو في محيط معاد لا يمت بصلة لطبيعة المنظمة وعملها في الثقافة والتربية والعلم !!!
الجميع ينظر إليك بطريقة غير ودية،وعناصر أمن المبنى لا يبدون أي لياقة في أسلوب نظراتهم الشكاكة!!
قلة من وفود الدول الصديقة تتعاون وتتبادل الرأي مع الوفد السوري ،أما البقية فيتآمرون في مكان ما من أجل إدانة ما للحكومة السورية التي يريدون تحميلها مسؤولية جرائم المجموعات المسلحة بحق التراث الإنساني العالمي في سورية،وليس غريباً أن يحملوها مسؤولية قتل الصحفيين العاملين لديها!!!
ولكن من المطمئن أن السياسة الخارجية السورية تعرف جيداً كيف تسير الأمور في المنظمات الدولية وتعرف كيف تنزع الكثير من الألغام ،وهذا يسجل للسفيرة لمياء شكور بامتياز.
هناك تجاذبت أطراف الحديث مع السيد هيرفيه لادسو مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام القادم مع بان كي مون لليونسكو بعد لقاء مع الرئيس الفرنسي هولاند،

رئيس تحرير بورصات وأسواق مع هيرفي لادسو الأمين العام المساعد للأمم المتحدة

لم يشأ الرجل أن يدلي بأي تصريح على اعتبار أن الأمين العام كان قد "كفى ووفى"بعد لقاء الرئيس الفرنسي،لكنني وجدت نفسي مضطراً لإبلاغه رسالة تنطق بلسان حال عدد كبير من السوريين مفادها ببساطة:نرجو من المجتمع الدولي أن ينظر بعينين اثنتين لما يحدث في سورية لا أن يتبنى رواية طرف واحد ويعتبرها حقائق تبنى عليها المواقف والقرارات التي تكون نتيجتها المزيد من التأزم لأنها غير مبنية على معطيات الواقع و موقف غالبية السوريين..
وجد الرجل نفسه مضطراً للدفاع "عن نفسه"وليس عن منظمته فقال لي:من المؤكد أنك تتابع تصريحاتي بعد زيارتي لسورية،وأنا أنظر بعينين!!!

كلمة الجمهورية العربية السورية...شكور: ندعو اليونسكو الى اتخاذ موقف مبدئي من هذه الانتهاكات التي تقوض أركان استدامة السلام العالمي وثقافته والتنمية المستدامة
السفيرة –فوق العادة- لمياء شكور بدت هادئة وقوية رغم كل الأفخاخ التي تنصب والاستفزازات التي تحصل ،ألقت كلمة سورية مساء الثلاثاء الماضي قالت فيها :
السيدة أليساندرا كومينز رئيس المجلس التنفيذي...
السيدة كاتالين بوغواي رئيس المؤتمر العام...
السيدة ايرينا بوكوفا المدير العام لليونسكو...
أصحاب المعالي... أعضاء المجلس... السيدات والسادة...

السفيرة لمياء شكور                    

يسرني ان انقل إليكم تحيات معالي الدكتور هزوان الوز وزير التربية رئيس اللجنة الوطنية السورية للتربية والعلوم والثقافة وتمنياته لأعمالنا بالتوفيق والنجاح، وهي مناسبة نجدد فيها تأييدنا لمعالي المدير العام السيدة بوكوفا في رؤيتها الإصلاحية والتطورية منذ توليها مهامها ،واعتمادها السياسات والبرامج المحفزة لاعادة هيكلة برامج ومجالات الاختصاص،في اليونسكو وونثمن طروحاتها بشان مشروع الاستراتيجية المتوسطة الاجل للفترة 2014_2021 والتي نحرص ان نراها تعكس دوما مضمون الميثاق التاسيسي لمنظمتنا العتيدة ،وان تاتي بصيغتها النهائية محققة للتوافق حول الرؤى الغنية التي تزخر بها المجموعات التمثيلية للدول الاعضاء ، مؤكدين حرصنا الكبير في سورية على تعميق التعاون مع المنظمة وتوسيع آفاقه الحاضرة و المستقبلية.
كما نجدد ثقتنا برئاسة المجلس التنفيذي وبرئاسة المؤتمر العام للارتقاء بجميع ميادين عمل اليونسكو رغم التحديات الهيكلية والتمويلية التي تواجه منظمتنا العتيدة . وكذلك نعي اهمية الجهود المهنية المبذولة في اعداد تقرير التقييم الخارجي والطروحات البناءةالتي ينضوي عليها.ونولي اهمية خاصة لاولوية افريقيا .
كما نرحب بمبادرة "التعليم اولا "التي اطلقها الامين العام للامم المتحدة والتي نالت اليونسكو امتياز قيادتها كتكريس دولي واممي لدور ومكانة منظمتنا .في هذا المضمار ننوه.بان سورية قد وفت بمساهمتها المالية السنوية للعام 2012 رغم التحدي الذي تفرضه العقوبات الجائرة التي "تستهدف "الشعب السوري اولا "
السيدة الرئيسة
• إن بلدي يقدر عالياً لليونسكو قرارها التاريخي قبول عضوية فلسطين دولة كاملة العضوية في المنظمة، ويدرك تماماً حجم التحديات التي تعترض حراك اليونسكو جراء هذا الموقف الشجاع، كما نجدد موقفنا الملتزم والداعم للقضايا العادلة لمجموعة الـ77 والصين ومجموعة حركة عدم الانحياز والمجموعات التمثيلثة للدول الصديقة الأخرى لدى اليونسكو، مثمنين لها مواقفها الإنسانية والسياسية الداعمة لبلدي سورية _ مهد الحضارات _ في تصديه للهجمة الدولية والاقليمية الشرسة التي تهدد سيادته ووحدة اراضيه وامن وسلامة الشعب السوري .
السيدة الرئيسة
ان سورية التي أجمع العالم بأسره انها تمثل نموذجا انسانيا فريداً للاخاء بين الأديان السماوية وتاريخا طويلا ومتصلا من الحضارات البشرية ،هذا التاريخ المبني على جوهر الديانات الحق ،المتمثل بالاخلاق والتسامح والحوار و السلام تدين بأشد العبارات أي ازدراء لحرمة الأديان والانبياء والمقدسات وتهيب دول العالم للتنبه لمخاطر الفتنة والارهاب التي تدمر قيم مجتمعاتنا ،وتدعو اليونسكو الى اتخاذ موقف مبدئي من هذه الانتهاكات التي تقوض أركان استدامة السلام العالمي وثقافته والتنمية المستدامة.

السيدة الرئيسة
• نطالب اليونسكو- بإحاطة الدول الأعضاء الكرام علماً ،بالتقدم الذي تحقق حول تنفيذ القرارات الخمسة المتعلقة بالأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان السوري المحتل، لاسيما تشكيل لجان خبراء تتقصى حقائق ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية اليومية بحق المؤسسات الثقافية والتعليمية فيها ،وترصد التعديات السافرة على المسجد الأقصى ومحاولات تهويد مدينة القدس وتهديد تراثها الثقافي بسلوك عدواني مستمر يستهدف هويتنا وتاريخنا وذاكرة العالم ،
• إن بلدي سورية _ المتمسك بما تضمنته مواثيق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان حول احترام استقلال الدول وسيادتها فوق أراضيها ،وعدم جواز التدخل في شؤونها الداخلية ومسؤوليتها الكاملة في حماية مدنييها _ تعاقب اليوم في سابقة لم يعرف تاريخ العلاقات الدولية مثيلاً لها.
• ويؤسفنا أن تقديرنا السابق للبعض على أنهم أشقاء وأصدقاء وثقتنا بهم جعلهم يستسهلون الغدر بنا ،وطعن شعبنا في الصميم، فكانوا أداة طيعة بأيدي رعاة مشروع خارجي غريب عن المنطقة أُعد خدمة لمشروع صهيوني خطير، وقاموا بالتضليل الإعلامي وتزيين الأوهام وتقديم المال والسلاح لمجموعات تكفيرية إرهابية مسلحة تقتل وتخطف وتروع السوريين، فضلاً عن أنها تدمر البنى التحتية الاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية التي أنجزتها بلادي بعرق وجهد وسهر أبنائها.
السيدة الرئيسة السيدات والسادة..
إن الأزمة التي تعصف بسورية منذ 18 شهر ، لم تعق اطلاق الاصلاحات التي تلبي المطالب الشعبية فكان الدستور الجديد للبلاد وكانت التعددية السياسية وقوانين الانتخابات البرلمانية والمحلية الجديدة وحرية الصحافة والاعلام واللامركزية الادارية وتشكيل الحكومة الجديدة الموسعة التي تضم ممثلين عن احزاب المعارضة الوطنية محققة بذلك مشاركة شعبية واسعة في مشروع الحكومة السورية الإصلاحي والتزامها العميق بتلبية متطلبات الحياة الكريمة لأبنائها وتعزيز المناخ الديموقراطي لمستقبل سياسي واقتصادي وإعلامي في فضاء وطني يؤكد سيادة القانون ويحفظ الأمن والاستقرار ويرسخ الوحدة الوطنية. وذلك على الرغم من استمرار المجموعات الإرهابية المسلحة ،بانتهاك القواعد الأخلاقية والأعراف الدولية، واللجوء إلى كل ما يعرقل مسيرة الإصلاح والمصالحة الوطنية، واستهداف حياة الأبرياء وأمنهم وقوتهم اليومي، مدعومين بتغطية لا أخلاقية وفرتها لهم قوى خارجية كبرى وليس بخفي ما تتعرض له سورية من قتل لصحفييها الوطنيين وحملات التشويه الاعلامي والتزويروحجب القنوات الفضائية السورية عن البث والتحريض على العنف والكراهية الذي تمارسه عدد من الوسائل الاعلامية الشريكة في هدر الدم السوري .
السيدة الرئيسة
ان سورية في ظل هذه الازمة الراهنة تتعرض لأخطار محدقة بتراثها الثقافي الغني
الا أن الإرث الحضاري والكنز الاثري لسورية ،والذي يقارب عدد مواقعه المحددة العشرة الاف موقع حتى أيامنا هذه ، سيبقى عصيا على محاولات نيل المجموعات المسلحة ولصوص الآثار و داعميهم .
• وتتخذ السلطات السورية اشد التدابير المتاحة لحماية التراث الثقافي الوطني ، وكذلك المسجل منه على لائحة التراث العالمي ، بالتعاون مع المجتمعات المحلية ،والتنسيق جاري ومتواصل مع منظمتنا واداراتها المتخصصة التي افدناها بتقارير خطية عن
أوضاع االتعديات التي تطال تراثنا كما أفدنا البرامج والهيئات الدولية المعنية بذلك سعيا منا الى تنسيق الجهود الوطنية والدولية لحماية و للحفاظ على التراث السوري في ظل الطوارئ مطالبين الأطراف الدولية الايفاء بالتزاماتها التي نصت عليها اتفاقيات حماية التراث 1954 1972 و 2003 و البروتوكولات المنبثقة عنها ..وعلى عكس ما أعلنه المندوب الدائم للولايات المتحدة الاميركية ، والذي فاجئنا البارحة باتهامات مغلوطة و معلومات غير موضوعية ، فان سورية رحبت بدعم السيدة المدير العام ،وبترشيح فريق الخبراء العامل تحت مظلة اليونسكو والذي يتوجه مشكورا الى سورية في القريب العاجل لتنظيم ورشة عمل من يومين . الا اننا نتطلع الى ان يكون لليونسكو والهيئات ذات الاختصاص منبر ينادي بالتوصل الى إجماع دولي حول " مكانة الاخلاقيات في الحفاظ على التراث العالمي"
• إننا في بلدي سورية لا نزال نأمل أن تقوم هذه الدول والقوى الداعم للمجموعات المسلحة والإرهابية بمراجعة مواقفها لتلعب أدواراً موضوعية وأخلاقية تحفظ لها صوراً غير مخجلة في صفحات تاريخها، في إطار سعي المجتمع الدولي إلى تشكيل نظام منصف وشفاف لمواجهة التحديات والمخاطر الأمنية والبيئية والمناخية والهجرة والأمراض المعدية وغيرها...نظام مستند إلى مواثيق الأمم المتحدة والقانون الدولي التي تضمن عدم جواز التدخل في الشؤون السيادية للدول، وقد قدمت الجهات الوطنية السورية الى مجلس الامن ،وللمنظمات الدولية التخصصية وثائق رسمية موثقة ومرجعية عن الإجرام الذي يسفك الدم السوري رخيصاً خدمة لمصالح القوى الكبرى ومشروعاتها الاقليمية .

وقائع من الميدان: اغتيال 88 عاملاً في قطاع التعليم و تدمير2073 مدرسة!!!
• السيدة الرئيسة السيدات والسادة
• في 16 ايلول المنصرم التحق اطفال سورية بمدارسهم وافتتحت كذلك الجامعات السورية والمعاهد والهيئات التدريسية رغم تعرضها جميعها لأضرار جسيمة فلقد ألحق حقد المجموعات الارهابية المسلحة في قطاع التربية وحده الاضرار والأذى بـ /2073/ مدرسة بعضها يحتاج إلى إعادة بناء بالكامل، وتحويل /796/ مدرسة أخرى إلى مراكز إيواء للمهجرين والنازحين في الداخل السوري من بيوتهم ومدنهم جراء إجرام المجموعات المسلحة السافر، ووتم رصد وتوثيق اغتيال 88 شخصاً من العاملين في قطاع التربية، ليصل تقدير أضرار هذا القطاع وحده إلى /5.444/ مليار ليرة سورية خسرتها خطط التنمية والتطوير التي كان ينتظرها شعبنا في سورية، فضلاً عن إلحاق الأذى والضرر بالجامعات والمؤسسات الإعلامية والخدمية والمتاحف وتعطيل الحركة السياحية وعرقلة عجلة الصناعة وباقي نواحي الحياة أيضاً،
• نؤكد أننا في دعواتنا الموجهة لليونسكو وللمنظمات الدولية تركنا حرية و حق إرسال من ترغب من الفرق المتخصصة لديها للاطلاع المباشر والتحقق من حجم وآثار هذه الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بقطاع التربية والتعليم العالي في سورية .
• إن الإرادة السياسية العليا في سورية تتعاون مع الأصدقاء وتنفتح على المبادرات، مجددة دعوتها الصادقة والدائمة إلى أهمية البدء بحوار وطني غير مشروط مع أطياف المعارضة للخروج من الأزمة وتجاوز آثارها عبر حلول تناسب عراقة هذا الشعب ودوره في الحضارة الإنسانية، وهي مؤمنة بأن حل الأزمة يجب أن يكون سورياً وبأيدي السوريين أنفسهم ودون إقصاء لأحد.
السيدات والسادة...
• لقد أكد سيادة الرئيس بشار الأسد بتاريخ 29/آب/2012م قدرة الشعب السوري على تخطي الحالة الراهنة وتجاوز آثارها، حين قال: "... نحن شعب نمتلك الذكاء عبر التاريخ .. لدينا قدرة عالية على التأقلم .. عشنا الأزمات عبر تاريخنا.. الفترات التي كانت فترات هدوء هي فترات محدودة في التاريخ السوري.. لا شك بأنه لدينا القدرة على التأقلم معها وخاصة أننا بلد منتج.. نحن لسنا بلداً مستورداً بالدرجة الأولى.. نحن بلد منتج من الزراعة إلى الحرف إلى الصناعات الصغرى ولكن علينا صياغة اقتصادنا بما يتناسب مع هذا الظرف الجديد.. في هذه الحالة نستطيع أن نحقق مكاسب... ".واليوم نحن في سورية وعلى الرغم من تعقيدات المشهد وتداخلاته مصممون وماضون بعزيمة لإنجاز إصلاح حقيقي يلبي طموح مواطننا ويقدر تضحياته ويتسق مع تاريخه النضالي على هذه الأرض لاستعادة الحقوق وتحقيق السلام العادل والشامل المستند إلى قرارات الشرعية الدولية.
• ختاماً، نؤكد اعتزازنا بالتعاون مع اليونسكو ونتطلع إلى توسيع آفاقه مستقبلاً ورغبتنا في الانفتاح على التجارب الدولية المتقدمة في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال، ونثمن مشاركة وفود الدول الأعضاء وجهود قطاعات المنظمة وسكرتارية المجلس التنفيذي في إعداد وثائق هذه الدورة وتنظيم أعمالها وتوفير سبل إنجاحها.

وشكراً لحسن الاستماع...

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يشدد في اليونسكو على دورها في تعزيز التنمية القائمة على التعليم

قام الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون،الثلاثاء الماضي، بزيارة إلى اليونسكو حيث أجرى محادثات مع المديرة العامة إيرينا بوكوفا وألقى كلمة أمام أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة بحضور رئيسة المجلس أليسندرا كومينز، ورئيسة المؤتمر العام لليونسكو، كاتالين بوغياي.
ورحبت بوكوفا بالأمين العام الذي قدّم إلى المنظمة كتاباً عن العلوم الطبيعية طبعته اليونسكو في 1956 وتم توزيعه على أطفال المدارس بعد الحرب في كوريا، وشاء القدر أن يكون بان كي مون من بين هؤلاء الأطفال. وأشادت المديرة العامة بالتعاون الطويل الأجل بين جمهورية كوريا واليونسكو وأثنت على الأمين العام الذي أدرج مسألة التعليم في جدول الأعمال الدولي من خلال مبادرة "التعليم أولاً" التي استهلها حديثاً. وقالت المديرة العامة إن "الواقع المتمثل في أن أحد الأطفال الذين حملوا هذا الكتاب في عام 1956 أصبح في ما بعد أميناً عاماً للأمم المتحدة" يدل على أهمية عملنا في مجال التعليم.
وشدد الأمين العام على الأهمية البالغة التي يكتسيها التعليم في عملية التنمية وذكر خلال مداخلته الدعم الذي تمكن من الانتفاع به في صباه نتيجةً لأنشطة الأمم المتحدة واليونسكو فقال: "استطعت من خلال هذا الكتاب أن أكتشف العالم في كوريا التي كانت قد دمرتها الحرب بالكامل [...] وفي ذلك الوقت، كانت الأمم المتحدة شعلة أمل بالنسبة إلى شعب كوريا. ولا تزال المنظمة شعلة أمل بالنسبة إلى العديد من الشعوب الأخرى. وآمل أن تروا في هذا الكتاب مصدر إلهام لتوفير التعليم لجميع الناس في شتى أنحاء العالم. وإنني مقتنع بأنه لدينا ما يلزمنا من موارد لتحقيق هذا الهدف، شريطة توافر الإرادة السياسية اللازمة".
وقام الأمين العام بعد المحادثات التي أجراها مع المديرة العامة في جلسة خاصة بإلقاء كلمة أمام المجلس التنفيذي لليونسكو الذي يعقد حالياً دورته التسعين بعد المائة (حتى 18 تشرين الأول/أكتوبر). ورحب به في المجلس التنفيذي كل من رئيسة المجلس أليسندرا كومينز، ورئيسة المؤتمر العام كاتاين بوغياي.
وشددت المديرة العامة في كلمة الترحيب التي ألقتها على التزام المنظمة بالسلام الدائم والتنمية المستدامة. وقالت "إن اليونسكو تشغل مكانا خاصا، ضمن منظومة الأمم المتحدة، كوكالة تقع على عاتقها مهمة صون الكرامة الإنسانية، في هذا الوقت العصيب الذي يشهد اضطرابا سياسيا واقتصاديا وبيئيا". وأضافت: "في هذا العالم المضطرب، علينا ان نصب اهتمامنا على الأسس التي يقوم عليها بنيان إنسانيتنا المشتركة، إذا أردنا حقا أن نحصل على السلام والتنمية المستدامة."
وطلبت رئيسة المجلس التنفيذي أليساندرا كومينز من جهتها من الأمين العام أن يحمل معه الرسالة التالية إلى نيويورك: "تؤدي اليونسكو دوراً حيوياً في التنمية الشاملة والمستدامة. ويجب ألا يُنظر إلى المنظمة على أنها وكالة من بين الوكالات الإنمائية العديدة في العالم. فاليونسكو ليست وكالة إنمائية. إنها وكالة متخصصة تعمل من أجل بناء مجتمعات متقدمة على المدى الطويل ومن أجل صون التطور الفكري والأخلاقي للبشرية. والاستثمار في اليونسكو هو استثمار في السلام الدائم لصالح الأجيال القادمة. إن اليونسكو مهمة فعلاً ".
وألقى الأمين العام كلمة أمام الأعضاء الثمانية والخمسين للمجلس التنفيذي لليونسكو، وهو الهيئة الرئاسية المسؤولة عن الإشراف على تنفيذ برنامج وميزانية اليونسكو. وأكد بان كي مون مرة جديدة على التزامه بالحق الأساسي في التعليم قائلاً إنه "لا يسعنا أن نترك أجيالاً من الأطفال والشباب من دون مهارات يمكنهم استثمارها في سوق العمل ومن دون المعارف اللازمة لاقتصاد المعلومات". كما أعرب الأمين العام عن تأييده الشديد لدور اليونسكو في تنفيذ جدول أعمال التنمية المستدامة، داعياً المنظمة إلى تشجيع الخبراء من جميع التخصصات والمناطق على إسداء المشورة إلى الأمم المتحدة. وقال: "على اليونسكو أن تبقى الصوت الواضح لمنظومة الأمم المتحدة في المجال العلمي، مما سيساعدنا على اتخاذ قراراتنا استناداً إلى وقائع ومعارف متينة، بعيداً عن الإيديولوجيا".
وأخيراً، أعرب الأمين العام عن تأييده للمجموعة الكبيرة من الأنشطة التي تضطلع بها اليونسكو في مجال صون التراث وحرية التعبير، ودعا إلى حماية الكرامة الإنسانية، وتعزيز ثقافة السلام والحوار بين الحضارات. وختم بان كي مون كلمته بالقول: "يجب على المعتدلين الذين يشكلون أغلبية سكان العالم أن يرفعوا أصواتهم ضد التطرف وأن يدعوا إلى الحوار بين الثقافات وأن يظهروا السمات العالمية التي يحملها كل واحد منهم".


بوكوفا تعرب عن أسفها العميق لتدمير أسواق مدينة حلب القديمة المدرجة في قائمة التراث العالمي

بانتظار أن تعلن اليونسكو،أو أي جهة تحرص على التراث أو المقدسات موقفها بخصوص ما حصل من تدمير وتدنيس للجامع الأموي الكبير بحلب،لا بد من الإشارة إلى موقف المدير العام لليونسكو التي أ‘ربت عن "عميق أسفهل لما جرى لأسواق حلب التاريخية" وناشدت"جميع الأطراف"بالالتزامات التي تقع على عاتق الجمهورية العربية السورية بفعل توقيعها اتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح!! بما يمكن تفسيره بأنه "تعديل"على مواقفها الأولية التي كانت تحمل الحكومة السورية المسؤولية بطريقة متعجلة،بل وننتظر أن ينقل الوفد الميداني صورة حقيقية ستوضح بلاشك أنه لا يمكن للحكومة السورية التي حمت ورممت التراث السوري وصرفت عليه المليارات أن تلحق به الأذى ولكن يمكن لمرتزقة ليبيين وأفغان أن يقوموا بذلك!!
فقد أعربت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا عن عميق الألم والأسى لعلمها بالأضرار الجسيمة التي لحقت بأسواق مدينة حلب القديمة المدرجة في قائمة التراث العالمي من جراء حريق نشب خلال نهاية الأسبوع. كما ذكّرت المديرة العامة جميع الأطراف بالالتزامات التي تقع على عاتق الجمهورية العربية السورية بفعل توقيعها اتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح.
وأدلت المديرة العامة بهذا البيان عقب صدور أخبار أفادت بأن حريقاً أدى البارحة إلى تدمير المئات من المحال في سوق حلب خلال أعمال القتال الضارية للسيطرة على المدينة.
وصرحت المديرة العامة ما يلي: "إن الأخبار التي وردت بشأن مدينة حلب مؤلمة للغاية. فمعاناة الناس بسبب الوضع الراهن قد بلغت أقصى حدودها وتأتي أعمال القتال التي باتت تطال التراث الثقافي الشاهد على التاريخ العريق للجمهورية العربية السورية، وهو تاريخ يُنظر إليه بعين التقدير والإعجاب في شتى أنحاء العالم، لتزيد من حدة هذه المعاناة الشديدة".

"وشكلت أسواق حلب جزءاً نابضاً من الحياة الاقتصادية والاجتماعية للجمهورية العربية السورية منذ تاريخ إنشاء المدينة، وهي تشهد على أهمية حلب بوصفها ملتقى طرق للثقافات منذ الألفية الثانية قبل الميلاد".

"وتمثل الجمهورية العربية السورية إحدى الدول الأطراف في اتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح، وهي ملزمة بالتالي ببذل قصارى جهدها لصون هذا التراث من ويلات الحرب".
"ولذا، أناشد جميع الأطراف أن تقوم بكل ما في وسعها لحماية أسواق حلب الشاهدة على تاريخ البشرية والتي أسهمت إسهاماً كبيراً في نمو الجمهورية العربية السورية وازدهارها. ولا شك في أن هذه الأسواق ستؤدي أيضاً دوراً بالغ الأهمية في عملية إعادة البناء".
"وتعرب اليونسكو عن استعدادها لتوفير كل ما بإمكانها توفيره من خبرات ودعم لصون مدينة حلب القديمة وجميع ممتلكات التراث الثقافي الاستثنائي للجمهورية العربية السورية، حالما تسمح الظروف الأمنية بذلك. واعتزم إيفاد فريق عمل لتقييم الوضع القائم وتوفير المساعدة الخاصة بحالات الطوارئ من أجل حماية هذا التراث. والهدف من هذه الخطوة هو التخفيف من آثار هذه المأساة وتفادي المزيد من الأضرار".
وقد أُدرجت مدينة حلب القديمة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1986 تقديراً "لأنماط الهندسة المعمارية العربية النادرة والأصلية" التي تتسم بها ولما تتضمنه من معالم تشهد على التطور الثقافي والاجتماعي والتكنولوجي الذي عرفته المدينة منذ حقبة المماليك. وتجدر الإشارة أخيراً إلى أن مدينة حلب القديمة هي أحد المواقع السورية الستة المدرجة في قائمة التراث العالمي.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024