على الرغم مما أصاب الصناعة في سورية وبينها صناعة المنظفات والمعقمات من تدمير ونهب لمنشآتها وآلاتها على أيدي الإرهابيين خلال سنوات الحرب إلا أن هذه الصناعة استطاعت استعادة جزء مهم من طاقتها الإنتاجية والاستجابة لاحتياجات السوق المحلية خلال الفترة الاخيرة لتوفير مستلزمات التصدي لفيروس كورونا.
ويؤكد رئيس اللجنة السورية للمنظفات محمود المفتي في تصريح لـ سانا أن منشآت صناعة المنظفات في سورية استجابت مباشرة للإجراءات الاحترازية التي اعلنتها الحكومة للتصدي لفيروس كورونا من خلال تأمين استقرار في احتياجاتها من المواد الأولية والتي تكفي مخازينها من هذه المواد نحو مئة يوم إضافة إلى استنفار طاقاتها لتلبية زيادة الطلب المتوقع على هذه المواد لافتا إلى أن هذه الزيادة في الطلب المحلي وصلت إلى 20 بالمئة تقريبا خلال الفترة الأولى من إعلان الإجراءات إلا أن الطلب تراجع لاحقا مع تأمين احتياجات الناس من هذه المواد.
وأوضح أن الإنتاج المحلي لنحو عشرة مصانع كبيرة وعشرات المنشآت المتوسطة ومئات الورشات الحرفية يصل إلى نحو 150 ألف طن من المنظفات والمعقمات سنوياً ويصل الاستهلاك المحلي إلى نحو 105 آلاف طن فيما يتم تصدير نحو 45 ألف طن إلى أسواق عدد من الدول حيث تلقى هذه المنتجات رواجا كبيرا نتيجة الجودة التي تتمتع بها.
وبين أن معظم المواد الأولية الداخلة في صناعة المنظفات مستوردة وتصل إلى نحو 60 بنداً جمركياً وأن الحكومة عملت في الآونة الأخيرة على تشجيع صناعة جزء كبير منها محليا عبر تشميلها ببرنامج إحلال بدائل المستوردات وتقديم دعم عبر تشميلها ببرنامج دعم أسعار الفائدة ضمن الاتفاق الموقع بين هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات ما يسهم في توفير البدائل المحلية لهذه المنتجات وتعزيز القدرة التنافسية لها محليا وخارجيا.
وأشار المفتي إلى الدعم الحكومي لقطاع المنظفات في سورية وتقديم تسهيلات في استيراد المواد الأولية داعيا إلى إعادة الرسوم الجمركية المدفوعة لمادة فتائل الصابون والمحققة بنسبة 10 % وذلك عند القيام بتصدير مادة الصابون وحسب معادلة الاستهلاك المعياري لهذه المادة مما سيؤدي لرفع القدرة التنافسية والتصديرية في الأسواق الخارجية مع الإشارة إلى أهمية توسيع تقديم التسهيلات والسماح باستيراد المواد الأولية اللازمة لهذه الصناعة بغض النظر عن المنشأ وخاصة أن الصين أوقفت تصدير هذه المواد .
من جهته أوضح الصناعي ماهر البزرة مدير عام الشركة التقنية للمعقمات أن الشركة تعمل بكل طاقتها على مدار الساعة لتلبية الطلب المتزايد على منتجاتها الخاصة بالمشافي من تعقيم الأيدي والسطوح وغرف العمليات والأدوات والمعدات والمخابر والمناظير وغيرها.
وأشار البزرة إلى ضعف صناعة المعقمات واستخداماتها وعدم وجود شركات كثيرة في هذا المجال في ظل الحاجة لمنتجاتها مع دخول البلاد فجأة في مرحلة الاجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا داعيا إلى التقيد بطرق التصنيع الجيد لهذه المنتجات واستخدام النسب المحددة الصحيحة الداخلة في تصنيع مواد التعقيم وتقديمها بالطريقة المناسبة للمستهلكين.
وأشار إلى ضرورة دعم وتشجيع صناعة المعقمات في سورية من خلال تقديم التسهيلات اللازمة لتوريد موادها الأولية تجهيزات وآلات صناعتها والمساعدة في تشجيع استخداماتها بالطرق الصحيحة.