2020-04-05 11:25:11 أخبار السوق
حماية تهلك... حتى نخاع المستهلك!

كتب: مجد عبيسي

في قرية معزولة على رؤوس الجبال.. نمى لي رجل مفلس بمقال.. عن استجابة قومه الأشبال.. لمخططي الاحوال، إذ الزموهم بشيء اسموه: حظر التجوال!! قال إن مخططي الاحوال.. لم يكرموا الاشبال، ونسوهم في غياهب الخيام والآكام، ولم يبروهم بحسن المآل، فغدى القوم عاطلين محجورين، محتاجين مزجورين، لا مكتفين حاجاتهم لا من ضراع ولا رضاع، ولا خروجهم محمود.. فيونس في الخارج يعالج الاوضاع!

قال ووجهه اسود: كهرباؤهم استنفدت حججها عن عشوائية التقنين، ومنح مالية تمنوها.. في وقت توقفت الأعمال والروتين، حتى أحلام السلل الغذائية والمعقمات المجانية.. تلاشت، وكأنما الشعوب تعيش او إن شاء المولى.. لا عاشت!

قالها لي والصوت يتقطع.. وتذرع بباقات أظن.. ولكن لم اسمع، وقال شيئا عن القرش.. او ربما عن الضفدع! قال بأن السكان المعزولين الآمنين.. لم يطالبوا يوما المخططين، بما قدمه المخططون لشعوب العالمين.. بل لم يطلبوا المساكين اي شيء بالمجان، ولم يرفعوا الغيرة شعارا.. أسوة بالجيران! جل ما طلبه المساكين معلومة، من له السلطة بردع تجار الجريمة المنظومة؟!

قالها والعبرات تنهار: من الذراع القاصة لايدي لصوص النهار، عن سرقة مافي جيوبنا.. باسم الاسعار؟!

بكى وناح.. ثم قال: من بات يحمي المفلسين من طاغوت المتتاجرين؟! كفكف دمعاته وتابع: يوم بعد يوم تخرج علينا نحن المفلسون قرارات مفلسة، توحي بالسيطرة ولكنها تحتاج "منفسة"، فقرار وجه التموين بمحاسبة المخالفين، ولوائح جديدة رفعت أساسيات الاسعار.. تفصيلاُ على قياس لصوص النهار!

في وقت توجهت فيه قرارت القمم الاخرى.. والفيافي والقفار.. بتحديد أرباح تجارهم لتتناهي نحو الاصفار.. والعذر جائحة ألمت بالإنسانية.. فلا وقت يا عباد الله للأنانية! قال.. وقد ملأ -مجددا- الدمع المقال: مساكين نحن المفلسون، هل حقا القرارات فاعلة ولها اثر مضمون؟! ام انها مجرد قرارات تبث عبر الإعلام مع الحمض والكمون؟!

واسرّ لي انه خرج عليهم اليوم فريقهم القروي الاقتصادي.. يناقش انعكاس الواقع الحالي، حول انعكاسات الحجر على طبقات توقفت أعمالهم.. وآل إلى لعق الثرى مآلهم! فاستغربت وقلت: أما زلتم تدرسون الانعكاسات؟!...

هي -والله- سياسة القصور في الاجراءات، حتى الفئران عندما تضع أسس الخطط.. تناقش سلفا ردود افعال القطط!، وتأخذ بعين الاعتبار جميع التفاصيل.. قبل أي تطبيق أو تعديل، لا أن ينفذ القرار الخام بالعجر والبجر والغبار والاتربة... ثم يتم حصد الصدى من منعكسات الفئران موضع التجربة!!

ولكن طمأنني الرجل انهم طمأنوهم بعد الاجتماع، ستوضع خطط جديدة ودراسات للاوضاع، وحتى ذاك الوقت سيستكين مع قومه المطواع، مستمرا بتوسلاته التي تملأ الاصقاع.. ضد الحيتان.. ضد الانسان.. ضد الاطماع.. وودعني... وكم استغربت هذا الوداع..! فلم يقل تصبح على خير يا هذا !!.. بل قال: ماع!!

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024