سيريانديز
في الوقت الذي تشهد فيه البلاد إنتاج أكبر كمية من الحمضيات تفوق المليون طن سنوياً، لا نجد أي تحرك كبير يمكن الحديث عنه للتدخل في مسألة تصدير الفائض من الإنتاج لتضيع نصف الكميات وأكثر «هباءً منثوراً» ليكون مصيرها الهدر والتلف.. ولسان حال المزارع يقول «لا حياة لمن تنادي»؟!
مدير مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة سهيل حمدان بين في تصريح أن الإنتاج حالياً من الحمضيات وصل إلى المليون و10 آلاف طن، لكن لم يحرك عديد المصدرين «ساكناً» للاستفادة من الكميات الكبيرة وخاصة أن الإنتاج في ذروته هذا الشهر، ومن الممكن الاستفادة بشكل كبير لتحقيق عائدات قد تصل للمليارات فيما لو استغل الموضوع بشكل حيوي وتوسيع دائرة التصدير لأكثر من دولة.
وبين حمدان أنه لم يصدر العام الماضي سوى 70 ألف طن فقط من أصل مليون طن، مؤكداً طرح نحو 500 ألف طن في الأسواق السورية بسعر 100 ليرة سورية للكيلو الواحد، ذاكراً أن الاستهلاك المحلي من المادة لا يتجاوز النصف، والعائدات هزيلة «لا تغني المزارع ولا تسمن من جوعه» على الإطلاق.
وأضاف: إن كلفة إنتاج الكيلو من الحمضيات على الشجرة تصل إلى 35 ليرة فقط، وتعتبر أقل كلفة لإنتاج الحمضيات على مستوى العالم، في حين تذهب التكاليف الكبيرة إلى أجور النقل والتوضيب والعبوات واليد العاملة بالقطاف وأجور المشاغل ورسوم الشحن والتخليص والتبريد وغيرها، ليصل سعر الكيلو إلى المستهلك بهامش ربح بسيط أو خسارة، فيما لو تم احتساب الكلف مقارنة بالمردود. مؤكداً أن مصير الكميات المتبقية هو «الهدر»؟، علما أن أهم عقبة تواجه ملف الحمضيات ترتبط بالتصدير، مضيفاً: من المفترض وجود دعم أكبر وتحرك ملموس من المصدرين، وتابع: أن بعض المصدرين لا يريدون العمل في هذا الملف أو «ليس لديهم بعد نظر» للاستفادة المثلى منه.
وقال: إن أحد التجار اللبنانيين استغرب في زيارته لسورية، بأن كلفة تصدير البراد إلى إحدى الدول العربية قد تصل إلى 14 ألف دولار، في حين تكلف 6 آلاف دولار فيما لو صدرت إلى ألمانيا؟!
وأوضح مدير مكتب الحمضيات أن إنتاج الحمضيات يتركز في الشريط الساحلي بمساحة 10 كم، علما أن وجهة التصدير انحصرت خلال الفترة السابقة إلى العراق وبكلف مرتفعة تفوق الـ10 آلاف دولار للبراد الواحد.
في السياق أظهرت نتائج الاختبارات لثمار حمضيات (يوسفي كلمنتين) مأخوذة من إحدى المزارع المعتمدة والملتزمة ببرنامج الخدمة والمكافحة، أن أكثر من 80% من الحمضيات السورية خالية من 116 مادة كيماوية تدخل في تركيب المبيدات الحشرية والفطرية ومبيدات الأعشاب أي أنها خالية من جميع هذه المواد الضارة بالصحة، علما أن تنفيذ هذه الاختبارات تم بالتعاون مع شركة CCPB المسجلة في سورية لمنح شهادات الجودة للمنتجات الزراعية، وذلك في أحد المخابر المعتمدة خارج سورية والحاصل على شهادة iso 17025 المعترف بها عالمياً.
وأشار حمدان إلى أن التقرير أكد أن النتائج مقبولة حسب معايير Codex وحسب معايير الاتحاد الأوروبي EC396/2005 وتعديلاته، حتى أنها تتفوق عليهما.
وقال حمدان إن هذه النتيجة يمكن البناء عليها بشكل خيالي وبقوة خارج القطر، وخاصة في مجال التصدير الخارجي لأسواق جديدة تتطلب مواصفات وجودة عالية وبأسعار جيدة، مضيفاً: إن تحرك المصدرين مازال «هزيلاً»، ومن لديه الفكر الاستثماري للاستفادة من هذا الموضوع؟
«تساؤلات» إلى مدير هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات إبراهيم ميده، حيث كشف أنه يتم العمل حالياً على آلية جديدة لتسويق الحمضيات خارج إطار الموسم وذلك بشكل تدريجي، ليصار إلى عدم حصره خلال هذا التوقيت، مع التركيز على التسويق الخارجي المستمر على المديين المتوسط والبعيد، مع توقيع عقود طويلة الأمد.
وحول حصر التصدير إلى العراق على الرغم من الأٍسعار الكبيرة للحاوية والتي تتجاوز الـ10 آلاف دولار، بين ميده أن هناك توجهاً نحو أسواق جديدة كالسوق الروسي، مؤكداً وجود اهتمام هذا العام بالسوق، وخاصة أن روسيا تستهلك مليوني طن سنوياً، وهو سوق مهم جداً، مؤكداً التركيز الموسم القادم على السوق الصينية.
وتوقع ميده أن تتجاوز الكميات المصدرة من الحمضيات هذا الموسم الـ200 ألف طن، مضيفاً إن الأرقام تقديرية، وهناك سعي لزيادة الكميات المصدرة، وإلى أسواق جديدة، مؤكداً أن المصدرين يبدون اهتماماً كبيراً في عملية التصدير وتنفيذ العقود.