سيريانديز
أنتجت الشركة العامة للمخابز خلال ثمانية أشهر من العام الجاري أكثر من 518 ألف طن من الخبز، هي عبارة عن 399 مليون ربطة، مقابل 820 ألف طن، و630 مليون ربطة لكامل العام الفائت.
واستطاعت الشركة التي تبلغ حصتها السوقية من حجم سوق صناعة الخبز نحو 60 بالمئة، وأن تحافظ على استقرار المعروض من هذه المادة الإستراتيجية، حيث يتضح ذلك من خلال الكميات المنتجة خلال سني الأزمة، والتي راوحت بين 480 – 860 ألف طن، وبين 370 – 690 مليون ربطة، علماً بأن الإنتاج كان لعام 2010، أي قبل بداية الأزمة، 796 ألف طن، و613 مليون ربطة؛ ما يشير إلى محافظة الشركة على مستويات معقولة جداً من الإنتاج.
وتفيد تقارير الشركة، بأن متوسط الإنتاج بلغ خلال ثماني سنوات 678 ألف طن، بمعدل 1883 طناً يومياً، فيما بلغ 515.9 مليون ربطة، بمعدل 1.433 مليون ربطة يومياً، علماً بأن لدى الشركة 268 مخبزاً بطاقات إنتاجية متفاوتة، ويصل عدد خطوط الإنتاج فيها إلى 388 خطاً، وعدد عمالتها مجتمعة 6080 عاملاً، ويضاف إلى هذه المخابز 11 أخرى يجري تشغيلها في غير محافظة، بالإضافة لمشاريع جديدة العمل جارٍ على إنجازها بالتعاون مع بعض المنظمات المهتمة بدعم قطاع المخابز وإعادة الإعمار.
و لدى الشركة خمسة مخابز متنقلة تتحرك بين المحافظات والمناطق المختلفة تبعاً للحاجة، فمثل هذه المخابز تستخدم عادة للحالات الإسعافية والطوارئ، ويجري العمل حالياً على إنتاج رغيف صغير بقطر 25 سم في مخبزي برزة واليرموك، كما يجري العمل على تزويد المخابز بآلة جديدة تعمل على عدّ وتنسيق الأرغفة، وهي صناعة محلية كاملة، حيث بلغت تكاليف إنتاجها مليوني ليرة سورية، فيما يصل سعر الآلات الشبيهة في الأسواق العالمية إلى 14 مليون ليرة، في وقت تتجه فيه الشركة لتصنيع مصانع جديدة لإنتاج نوعية جديدة من الخبز، تسهم في الحد من الاستهلاك الكبير من هذه المادة، سواء أكان مقصوداً أم غير مقصود.
في سياق بحث المؤسسات العامة عن مصادر إيرادات جديدة أو غير مستغلة، تكون رديفة للإيرادات الفنية (الإنتاجية والخدمية)، اتجهت المخابز مؤخراً لعرض واجهات وأسطح مباني الشركة للاستثمار الإعلاني، وذلك بالنظر للمساحات الكبيرة والمواقع المتميزة التي تحتلها، داخل المدن وعلى الطرق الرئيسة والسريعة، كما اتجهت إلى فكرة الإعلان عن أكياس ربطات الخبز؛ ما يضمن انتشاراً واسعاً للإعلان، من جراء التوزيع الكثيف لشرائح كثيرة ومتنوعة من المستهلكين، وفي المناطق والأحياء كافة.
وتؤكد مصادر الشركة أن الفكرة تخدم الشركة في اتجاهين.. تأمين إيرادات معقولة تغطي بعض جوانب الإنفاق، والتغلب على بعض التشوهات في الجدران والأسطح بفعل العوامل المناخية، والتكاليف الكبيرة التي قد تتكبدها الشركة في حال إجراء أية عمليات إكساء وترميم، حيث إن اللوحات الإعلانية تغطي مثل هذه التشوهات، وتعطي المباني منظراً جميلاً.
بالرغم من الأرقام الكبيرة التي تدعم الحكومة فيها مادة الخبز، حيث يصل مقداره يومياً إلى 1.1 مليار ليرة سورية، أي حوالى 400 مليار ليرة سنوياً، إذ يستهلك السوريون يومياً حوالى أربعة ملايين ربطة، تشكل قرابة 28 مليون رغيف.
يعكس استقرار وتيرة إنتاج الرغيف أبرز عوامل الاستقرار الغذائي، فالسوريون –كما تفيد بعض الدراسات- من الشعوب التي تستهلك الخبز بمعدلات عالية، ليس قياساً مع الدول حول العالم وحسب، بل حتى مع أغلب الدول العربية، فالسوري يستهلك خبزاً أكثر من الخليجي والمغربي والعراقي، ولعل هذا عائد بالدرجة الأولى لأنماط وعادات الاستهلاك التقليدية، وإلى وفرة الحبوب، إذ لم يسجل التاريخ لهذه البلاد أنها كانت يوماً غير منتجة لـ(قوت الشعوب)، كما يوصف الخبز عادة، وبصرف النظر عن المادة الداخلة في صناعته.. قمح، شعير، شوفان، ذرة..
بالعموم وفرة الخبز واستقرار إنتاجه -خلال الأزمة- كانا إنجازاً اقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً بامتياز؛ إذ ليس من السهل الاستمرار في الإنتاج، في ظل نقص الإمداد من الطحين المرتبط بنقص مادة القمح، وخروج الكثير من المخابز من الخدمة من جراء الأعمال الإرهابية، بدليل التحسن الملحوظ للإنتاج مع دخول هذه المخابز في طور الإنتاج من جديد.