سيريانديز
تشكل صناعة الزبيب في محافظة السويداء مهنة تقليدية تعكس خصوصية المنطقة وعادات أهلها بسبب توفر محصول العنب حيث تشغل زراعة العنب حاليا مساحة تقدر بـ 9917 هكتاراً ويبلغ عدد الشجيرات الكلي فيها 4 ملايين و728 ألف شجيرة.
ووفقا لمعاون مدير الزراعة بالسويداء المهندس علاء شهيب تقدر نسبة العنب المستخدمة في صناعة الزبيب من إجمالي الإنتاج السنوي بشكل وسطي بين 10 و11 بالمئة بإنتاج يتراوح وسطيا بين 1400 و1500 طن ويتركز في مناطق ظهر الجبل والكفر ومياماس وعرمان وقنوات ومفعلة وحبران وسهوة الخضر.
صناعة الزبيب بالسويداء تتطلب لتطويرها كما تذكر رئيسة دائرة المرأة الريفية بمديرية الزراعة المهندسة محسنة أبو سمرة التوسع بزراعة الأصناف التصنيعية وإقامة وحدات تصنيع واستخدام المجففات الشمسية وفرزات الزبيب لفصل الأعواد عن الحبات بشكل سريع واختصار الوقت والجهد وتنقية المنتج إضافة الى إيجاد سوق خارجية للتصدير والتأكيد على ضرورة تدريب المزارعين على الإنتاج وفق المواصفات القياسية.
وبحسب الخبير في الشأن الزراعي المهندس نايف سنيح فإنه يجرى تحضير الزبيب عادة في البساتين نظرا لسهولة العمل فيها وأهم الأصناف المستخدمة في صناعته ما يعرف بالسلطي مبينا أن عملية التصنيع تبدأ بتنظيف العناقيد من الشوائب ثم غمسها بمادة قلوية مع قليل من زيت الزيتون لإزالة الطبقة الشمعية عن الحبة لتسهيل تجفيفها ثم فرشها على أقمشة على سطوح المنازل أو في الحقول لعدة أيام تحت أشعة الشمس حتى تجف ثم فرطها من العراميش لتصبح زبيبا جاهزا للأكل.
ويشير سنيح إلى ضرورة تطوير عملية إنتاج الزبيب وبكميات كبيرة وفق معايير مدروسة وضمن مشاريع أو منشآت متخصصة وخاصة مع وجود طلب عليه داعيا إلى تعبئته ضمن عبوات نظامية تخدم التسويق وتحفيز الاستثمار في هذه الصناعة المهمة للتصدير مع الاستفادة من مزايا المنتج المتحمل لظروف التخزين وسهولة التعامل.
ويبين رئيس الجمعية الفلاحية في بلدة عرمان ناهي رشيد أن عددا كبيرا من مزارعي البلدة يصنعون الزبيب وبكميات جيدة تتجاوز لدى بعضهم 250 كيلوغراما ويتم تسويقه بين الأهالي داخل المحافظة وخارجها بما يحقق قيمة مضافة قياسا ببيع العنب بدون تصنيع فيما يلجأ عدد من المزارعين إلى تصنيعه لأغراض المونة فقط.
والزبيب بحسب استشارية التغذية كفاح أبو طافش يعد مصدرا للطاقة لاحتوائه على سكريات بسيطة وفيتامين بي وكذلك المعادن ما يجعله مساعدا في تنظيم معدل ضربات القلب ومنع ارتفاع ضغط الدم وتعزيز عمل العضلات والوقاية من فقر الدم فضلا عن غناه بعناصر الأكسدة والبوليفينول التي تحارب الجذور الحرة فتمنع الالتهابات والإصابة بالسرطان إضافة الى توفر الألياف الغذائية فيه التي تنظم حركة الأمعاء وتخفض الكوليسترول وتعزز نمو البكتيريا الجيدة في القولون.