سيريانديز

رغم تشابه صور الحياة القاسية التي عاشها آلاف المدنيين من أهالي الغوطة الشرقية ممن استقبلهم اليوم مركز الاقامة المؤقتة في صالة الفيحاء في منطقة عدرا البلد إلا أن لكل قصة ألمها وشجونها ولونها.. حكايات جبلت بالتعب والظلم والمرض كانت عنوان أيامهم تحت سطوة الإرهابيين الذين حاصروهم لسنوات وجعلوا أبسط متطلبات الحياة من ماء ودواء وغذاء عزيزة عليهم.

وفي لقاء مع عدد من المدنيين الخارجين من الغوطة الشرقية الذين أمنهم ونقلهم الجيش العربي السوري وفرق الهلال الأحمر إلى المركز حيث تزاحمت الكلمات على ثغر الطفلة ملك وهي تعبر عن سعادتها بخروجها مع أخوتها إلى بر الأمان قائلة “كنا نبقى طوال اليوم على وجبة واحدة من خبز الشعير.. منعونا من الذهاب للمدرسة.. وندعو الله ان يحمي الجيش الذي أمن خروجنا” وليس بعيدا عنها يروي محمد من دوما ما حصل معه بغصة مستذكراً أن الإرهابيين حبسوه لسنتين وقتلوا أقاربه كما اعتدوا على عائلته بالضرب واصفاً الوضع داخل المدينة بالمأساوي وداعياً الأهالي الى أن يتغلبوا على خوفهم ويخرجوا إلى كنف الدولة وحمى الجيش العربي السوري.

بدورها تحدثت منال عوض من مسرابا عن “منع التنظيمات الإرهابية كل شاب عمره 14 سنة فما فوق من الخروج” مضيفة “كانوا يحتمون بالمدنيين ويسرقون المساعدات الإنسانية متبعين أسلوب التخويف من الجيش العربي السوري” مؤكدة انه “عندما خرجت وجدت حفاوة في الاستقبال وتم تقديم الخدمات الطبية الكاملة لأبنائي والجيش يساعد ويبذل دماءه لمساعدة العائلات على الخروج الآمن من مناطق انتشار المسلحين”.

من جهته تحدث محمد بنيان مدير مركز صالة الفيحاء لـ سانا أن المركز افتتحته الحكومة أمس واستقبل 4800 شخص بينما وصل العدد اليوم إلى 6011 شخصا ويتم تأمين جميع الخدمات من غذاء وماء ودواء للعائلات فور وصولها لافتاً إلى أنه يتم العمل على تركيب جميع المرافق الصحية التي تستطيع تخديم هذا العدد من الوافدين إلى المركز.

وخلال وجوده في جولة بالمركز أفاد مدير صحة ريف دمشق الدكتور ياسين نعنوس بأنه فور افتتاح المركز تم رفده بفريق طبي متكامل يقدم اللقاحات لجميع الأطفال المتسربين إضافة إلى القيام بالرصد التغذوي وإعطاء الأغذية اللازمة في حال وجود سوء تغذية لافتاً إلى أن الحالات الإسعافية تنقل إلى المشافي الطبية في دمشق وريفها وأقربها مشفى القطيفة.

وأشار نعنوس إلى وجود متابعة دورية وإعطاء أدوية مجانية من قبل الفرق الطبية التي وصل عددها الى نحو 20 موزعة على سبعة مراكز إقامة مؤقتة.